استيراد المواد الغذائية من تركيا – أسوأ تجربة شراء يمكن أن تصادفها
في البداية سوف نستفيد من هذا التقرير بموضوعين أساسيين :
نحن شركة تقوم بعمليات التصدير من تركيا لجميع أنحاء العالم ، وفي كثير من المواقف يسألنا العملاء عن منتجات معينة ، وفي الحقيقة نحن كشركة قائمة عندما نتعامل مع مصنع ، يعطينا خصماً إضافياً لأننا شركة موجودة وقائمة في السوق التركي ، فلنا خصم إضافي مختلف عن زبون الجملة .
فعند شراء حاوية من أحد المصانع ، نشتريها بسعر أقل لأننا نعد شركة تصدير ، فدائماً ناخذ أسعار مختلفة عن أسعار العميل .
حتى ولو قام العميل بشراء ثلاث حاويات ، ونحن اشترينا حاوية واحدة ، سيكون سعرنا أفضل من سعر العميل ، لأننا شركة تصدير وبالتالي نحن لدينا إستمرارية كبيرة وعملاء بنسبة كبيرة ، فدائما المصانع تعطينا خصومات إضافية غير الخصومات التي يحصل عليها تاجر الجملة .
قبل فترة تم الإتفاق بيننا وبين أحد مصانع المواد الغذائية على نسبة خصم إضافية عن سعر الخصم الذي تعطيه للعميل ، وهذا الخصم هو نسبة أرباحنا من أي صفقة أو عملية تجارية ، قمنا بالإتفاق على نسبة الخصم مع هذا المصنع وقام أحد الموظفين لدينا بالتواصل مع صاحبة المصنع واتفق على هذا الخصم .
وعند وصول أول طلبية كانت الطلبية صغيرة بحدود 5000$ ، وعند تثبيت الطلبية تحدثنا مع المصنع للإتفاق على بعض التفاصيل وتم ذكر نسبة الخصم ، وهنا كان الرد من قبل المالكة أنه لم يتم الإتفاق على هذه النسبة من الخصم محاولة منها الرجوع في الكلام عن الخصم المتفق عليه وطبعاً العميل كان قد سدد كامل المبلغ لنا ، مما جعلنا نضطر لإكمال هذا الاتفاق لإنهاء الموضوع .
بعد ذلك تواصلنا مع المالكة ورفضت هذه الخصومات التي تم الإتفاق عليها وتراجعت في كلامها ، بحجة أن الخصم كبير ولا تستطيع تحمله وكان الرد من قبلي بأن قيمة الطلبية صغيرة وسيكون هناك طلبيات أكبر في المستقبل .
وبعد تخطي العقبة الأولى بدأنا بموضوع إرسال الطلبية بشكل كامل لهذا المصنع ، وعندنا قام المصنع بحساب الكميات وأرسل الفاتورة ، اكتشفنا عدم تطابق الفاتورة مع حساباتنا وأن رقم الشحن لا يتناسب مع الشحن المتفق عليه ، لأنه كان هناك إتفاق على سعر خاص للشحن للكيلوجرام الواحد ، ولكن تم تزويدي بأرقام شحن أعلى بكثير .
تواصلنا مع المالكة لتخبرنا بأن البضائع زاد حجمها ( حجّمت )، فكان من المنطقي سؤالها كيف زاد حجمها ؟ وهي عبارة عن مواد غذائية !
مثلاً : علبة الفول أو الحمص أو أي علبة من علب البقوليات الموجودة لها مقاس محدد ووزن معين ، يعني لدينا دراية كاملة بوزن وحجم هذه العلب فمن المستحيل أن تحجم معنا البضاعة لأننا على دراية تامة بتفاصيلها .
ما معنى أن البضاعة حجّمت ؟
دائماً لدينا بالشحن الجوي شيء اسمه القياس ، مثلاً : 50 كغ يعني أنه يجب أن يكون حجم الكرتون 50*50*50 فرضاً إذا أصبح حجم الكرتون 60*60 *60 بهذه الحالة أصبح حجم الكرتون لا يتناسب .
مثلاً لا أستطيع أن أشحن قطن لأن القطن له حجم كبير جداً ومن المستحيل شحنة شحناً جوياً ، وبالتالي سيتم الدفع عليه ثلاثة أضعاف تكلفة الشحن العادية ، مما يعني أنه إذا كانت قيمة الشحن للكيلو 10$ ، فقد يصبح 30$ ، وبالتالي إذا كان هناك شحن للكيلو الواحد من الحديد يمكن أن يأخذ علبة صغير جداً وبالتالي يتم الحساب على الكيلو جرام الواحد .
فلا يمكن أن تكون قد حجمت البضاعة معكم لأنكم كشركة يجب أن تكونوا على دراية بالمقاسات والأحجام ، والتحجيم يمكن أن يحصل عندما يكون لدي منتج لا أعرف حجمه ، فكثير من الأوقات هناك أشخاص يطلبون ملابس ، لكن لا نستطيع تقدير الحجم أو الوزن فيمكن هنا إعطاء تكلفة الشحن للكيلو الواحد فرضاً 7$ .
وهنا أيضاً حدث خلاف مع المصنع ، ولكن لا أريد التأخر عن العميل وخصوصاً أني قد استوفيت الدفعة كاملة منه .
ولكن اضطررنا لتجاوز هذه النقطة أيضآ وتحمل قيمة الشحن من حسابنا الخاص بسبب وجود إتفاق مع العميل الذي سدد لنا المبلغ كاملاً ، وبالنسبة لنا يعتبر هذا العميل كنزاً ومن الضروري جداً أن يكون راضياً تماماً عن عملية الشراء .
فإذا قدمت للعميل أي تجاوزات أكون قد بدأت بخسارة سمعتي واسمي ، على عكس هذا المصنع فهو يسعى للحصول على المال بأي طريقة كانت .
ثم انتقلنا للمرحلة التالية وهي تاريخ التسليم وتم الإتفاق على تاريخ تسليم معين ولم يلتزموا بالإتفاق وتم تأخير التسليم وتسلمت البضائع بعد مدة معينة من الإتفاق وأيضاً تم الخلاف على هذا الإتفاق ، وفي كل مرة كان هناك أعذار غير مبررة نهائياً لكل المشاكل التي تحصل ، وكان من الأفضل لهم حل هذه المشاكل حتى لو سببت لهم خسائر لأنها نتيجة لأخطائهم ويجب أن يتفادوا هذه الأخطاء لكسب ثقة العميل .
وبعد الخلاف مع المصنع على تاريخ تسليم الطلبية وصلنا لمرحلة شحن البضائع ، وكان هناك إتفاق على شحن البضائع من الباب إلى الباب ومعنى هذا إستلام البضائع وتسليمها للعميل دون أن يدفع شيئاً .
وأيضاً عند إستلام البضائع طلبوا رسوماً إضافية على الجمرك ، فهو كمصنع لا يستطيع شحن البضائع وليس لديه تعامل في إدارة أمور الشحن ، فكان من المفروض الإعتذار عن شحن البضائع ، وأيضاً هنا اضطررنا لدفع قيمة الجمرك المترتبة على هذه الطلبية.
بالطبع الطلبية أصبحت خاسرة بدلاً من أن تربح ، والخسارة كانت مبلغ بسيط لأن قيمة الطلبية كانت صغيرة ما يعادل 5000$ .
والشيء الغريب بكل هذا الموضوع وهذه الأخطاء من هذه الشركة وعدم الإلتزام وعدم الأمانة وعدم المصداقية ، في آخر مرحلة من المراحل كنت أتحدث مع مالكة المصنع ، وتحدثنا عن عدم إلتزامها بالإتفاقية التي تمت بيننا ، بكلمة بسيطة عبرت لي عن قيمة عملهم ، إذ قالت : الكلام الذي دار بيننا كان مجرد كلام شفهي .
فتخيل أن هذا الكلام يصدر من سيدة أعمال وصاحبة مصنع ! فلو تعاملت مع أشخاص يتعاملون بالتهريب أو بالممنوعات فلا يمكن أن يصدر منهم مثل هذه العبارة !
وهذه العبارة لخصت شخصية هذه الإنسانة ، وهي أنها تريد أن تحصل على المال بأي طريقة كانت مهما كان المبلغ بسيطاً بغض النظر عن المبادئ .
فمثلاً تخيل تاجراً موجوداً في السوق والتاجر عموماً يمكن أن يتعرض للإحتيال أو أخطاء تخسره تجارته ، وأحياناً يمكن أن يكون لديه مبلغ مليون دولار ، ولكن بين يديه لا يملك إلا مائة ألف دولار مثلآ ، لأن التاجر بشكل عام يقوم بتوزيع أمواله في السوق ، فأحياناً التاجر يقع بخطأ معين مثل أن يقوم بإعطاء وعد لشخص بشيء معين ، لكن هذا الوعد لم يتم بسبب خطأ معين ، ولكي لا يخسر اسمه وسمعته يمكن أن يضطر لبيع بيته أو شيئاً من أملاكه لكي يوفي هذا الإتفاق ولا يخسر رأس ماله ( وهو سمعته واسمه ) فعندما تخسر هذا الإسم لن يبقى أحد يتعامل معك ، وطالما أنت تاجر ولك أسمك مهما حدث معك من مشاكل ستجد الكثير من الناس لمساعدتك.
طبعـآ عادة أي تعاقد بيننا وبين أي شركة يكون هناك توثيق عقد ، ولكن في الحقيقة عندما تعاملنا معهم كان هناك فترة حظر في تركيا وكانت الأمور غير مناسبة ومبلغ الطلبية بسيط جداً 5000$ ، وهناك أشخاص يتم التعامل معهم بمبالغ كبيرة دون أن نراهم .
فأنا أتعامل مع مصنع له كيان ، فهل يعقل أن يكون هناك عقد لمبلغ بسيط جداً ، وفي حال الإضطرارية أسدد للعميل من حسابي الخاص لأنه من غير المعقول أن يهز مصنع كيانه مقابل مبلغ بسيط .
الحقيقة التي اكتشفتها من خلال معاملتي مع كثير من الناس أن هناك أشخاص لديهم تقديس للمال ، أحياناً ترى شخصاً لديه 10 مليون دولار ، ولكن هذا الشخص عندما ينفق 1$ يصاب بمرض نفسي وتشعر بأنه عبد للمال .
على سبيل المثال : هناك الكثير من محلات التجار تأخذ بضاعة بالأجل ، فيحدث مشكلة بالمماطلة ، مثلاً لو أخذت بضائع من 100 تاجر ، بضائع بـ 100 ألف دولار ، فالتاجر كل أسبوع أو كل شهر عادة يأتي لأخذ دفعة من قيمة البضائع التي استلمتها ، ورغم أنني قد قمت ببيع هذه البضائع وأن المبالغ النقدية موجودة معي ، ولكن لدي مشكلة نفسية بأن استعمل الكاش وتسليم الحق لصاحبه .
فهناك نوع من التجار لديهم مشكلة بالسداد ولديهم مشكلة نفسية في دفع المال وصاحبة هذا المصنع من هذا النوع ، وتملك عبودية للمال ، وفي نفس الوقت هناك نوع من التجار إذا كان لديه أي إلتزام يحاول بكل الطرق أن يسدد الإلتزامات التي عليه .
من خلال تجاربي فإن جميع الأشخاص التي تسير على هذه الطريقة وتلتزم مع الأشخاص أو التجار ويكون الإلتزام أحد أولوياتها ، يكون دائماً لديها رصيد كاش كبير ، وموفقة في عملها وتجارتها ، ولديهم ثقة ومصداقية بالتعامل مع الناس .
ودائمآ العميل لديه ذكاء وقدرة ثاقبة على التغلغل داخل نفس الشخص الذي أمامه ويستطيع أن يعرف مدى صدق الشخص الذي يتعامل معه ، وبالتالي بقدر ما تكون صادقاً بقدر ما سيظهر هذا على العميل بدون أي محاولات تصنع ، لأن الصدق لا يمكن تصنعه لأنه سيبدو واضحاً .
إذن مالكة المصنع كانت من هؤلاء الأشخاص الذين لديهم عبودية للمال بطريقة ما وعندها نوع من أنواع الأمراض النفسية التي تجعلها لا تسدد أي من التزاماتها ، وأنصح أي شخص ألا يتعامل مع هؤلاء الأشخاص ويبتعد عنهم بشكل نهائي لأن التعامل معهم سيكون سيء جداً لأن ليس لديهم إلتزام وليس لديهم امانة .
إذا لم يكن لديك إلتزام ديني وإلتزام أخلاقي ولكن من مصلحتك أنت كشخص تريد العمل بالسوق أن
تعمل لنفسك إلتزام أخلاقي لكي ينجح عملك .
وبالتالي أنت يا صاحبة المصنع ، كشركة تصدير ولديك كل شهر طلبيتن أو ثلاث طلبيات ، إذا خسرت شخصاً مهماً جداً يأتيك شهرياً بـ 500$ أرباح أو 1000$ أرباح .
بهذه الحالة فقد خسرتي هذا العميل مقابل 200$ أو 300$ ، بسبب عدم الإلتزام وبسبب التراجع بالإتفاق .
أما لو قمت بدفعهم حتى ولم تجني أي أرباح من هذه الطلبية ، لكن بالمقابل سيكون لديك الضمان بأن يأتي هذا العميل مرة ثانية ليطلب مرة أخرى لأن هذا مكتب تصدير وليس مكتب شراء لمرة واحدة .
فكيف سيتحقق نجاح عملك وأنت تتعامل بهذه الطريقة وكيف سيثق الأشخاص بالتعامل معك مرة أخرى ؟! وهذا من وجهة نظري نوع من أنواع الغباء الذي لا يمكن تخيله .
ولكن بعد دخولي للمصنع وتعمقي في تفاصيله وبعد تواصلي مع الموظفين وجدت أن المصنع يعاني من خسائر وهذا أمر طبيعي جداً نتيجة التعامل بهذه الطريقة الغبية جداً في التسويق .
هل يمكن إيجاد شخص في هذا العصر يتعامل في هذه الطريقة ؟
هل يمكن إيجاد شخص يفكر بعمل وينجح في عمله وهو يتعامل بهذه الطريقة ؟
كل كتب التسويق تتحدث عن ضرورة الصدق مع العميل لأعلى درجة ، واحذر ثم احذر من إخفاء أي معلومة لأنه ستجد نفسك يوماً من الأيام قد فشلت ولا تجد من يساندك .
وخلاصة القول يجب دائماً أن نكون صادقين لأعلى الدرجات لكي نحقق النجاح بأعمالنا وتجارتنا ولنرتقي ونكبر بشركتنا لأقصى الحدود .
ولأننا كشركة تصدير داخل تركيا ولدينا خبرة كبيرة في التعامل مع المصانع والشركات قد تعرضنا لهذا الموقف من أحد الشركات التي تعمل بالمواد الغذائية أردنا مناقشة هذا الموضوع ليس بغرض التشهير بهذا المصنع ، ولكن بغرض الإستفادة من الأخطاء التي حدثت ولكي يتم الحذر والتفكير بالطريقة الصحيحة للتعامل مع المصانع .
لكن عموماً عدد الأشخاص الذين يتعاملون بهذه الطريقة عددهم قليل جداً لأن الذي يعمل بهذا النظام لا يفقه شيئاً في التجارة .
والمشكلة الحقيقية بعد النقاش المطول مع مالكة المصنع لم تعتبر نفسها على خطأ ، إنما باعتبار أن عملها نظامي وهذا شيء طبيعي أن يحدث ، ولم تقتنع أنها تملك إدارة فاشلة جداً ولم تملك أي نوع من أنواع المصداقية .
كيف تقنع الزبون بالشراء – تجارة الملابس – استيراد الملابس من تركيا
تصنيع الملابس حسب الطلب – استيراد الملابس من تركيا
تكاليف الشحن من الصين | الإستيراد من الصين | أسعار الشحن من الصين
الكورس المجاني Amazon-FBA | كيف تجعل منتجك ناجح